قصيدة: إكتئاب غامض.
-------------------------------------------------------------------
السحبُ تركضُ في الفضاء الرّحب ركض الخائفين و الشمس تبدو خلفها صفراء عاصبة الجبين و البحر ساج صامت فيه خشوع الزاهدين لكنّما عيناك باهتتان في الأفق البعيد سلمى ... بماذا تفكّرين ؟ سلمى ... بماذا تحلمين ؟ أرأيت أحلام الطفولة تختفي خلف التّخوم ؟ أم أبصرت عيناك أشباح الكهوله في الغيوم ؟ أم خفت أن يأتي الدّجى الجاني و لا تأتي النجوم ؟ أنا لا أرى ما تلمحين من المشاهد إنّما أظلالها في ناظريك تنمّ ، يا سلمى ، عليك إنّي أراك كسائح في القفر ضلّ عن الطّريق يرجو صديقاً في الفـلاة ، وأين في القفر الصديق يهوى البروق وضوءها ، و يخاف تخدعه البروق بل أنت أعظم حيرة من فارس تحت القتام لا يستطيع الانتصار و لا يطيق الانكسار هذي الهواجس لم تكن مرسومه في مقلتيك فلقد رأيتك في الضّحى و رأيته في وجنتيك لكن وجدتك في المساء وضعت رأسك في يديك و جلست في عينيك ألغاز ، و في النّفس اكتئاب مثل اكتئاب العاشقين سلمى ... بماذا تفكّرين ؟ بالأرض كيف هوت عروش النّور عن هضباتها ؟ أم بالمروج الخضر ساد الصّمت في جنباتها ؟ أم بالعصافير التي تعدو إلى و كناتها ؟ أم بالمسا ؟ إنّ المسا يخفي المدائن كالقرى و الكوخ كالقصر المكين و الشّوك مثل الياسمين لا فرق عند اللّيل بين النهر و المستنقع يخفي ابتسامات الطروب كأدمع المتوجّع إنّ الجمال يغيب مثل القبح تحت البّرقع لكن لماذا تجزعين على النهار و للدّجى أحلامه و رغائبه و سماؤه و كواكبه ؟ إن كان قد ستر البلاد سهولها ووعورها لم يسلب الزهر الأريج و لا المياه خريرها كلّا ، و لا منع النّسائم في الفضاء مسيرها ما زال في الورق الحفيف و في الصّبا أنفاسها و العندليب صداحه لا ظفره و جناحه فاصغي إلى صوت الجداول جاريات في السّفوح واستنشقي الأزهار في الجنّات ما دامت تفوح و تمتّعي بالشّهب في الأفلاك ما دامت تلوح من قبل أن يأتي زمان كالضّباب أو الدّخان لا تبصرين به الغدير و لا يلذّ لك الخرير لتكن حياتك كلّها أملا جميلا طيّبا و لتملإ الأحلام نفسك في الكهولة و الصّبى مثل الكواكب في السماء و كالأزاهر في الرّبى ليكن بأمر الحبّ قلبك عالما في ذاته أزهاره لا تذبل و نجومه لا تأفل مات النهار ابن الصباح فلا تقولي كيف مات إنّ التأمّل في الحياة يزيد أوجاع الحياة فدعي الكآبة و الأسى و استرجعي مرح الفتاة قد كان وجهك في الضّحى مثل الضّحى متهلّلا فيه البشاشة و البهاء ليكن كذلك في المساء قصيدة عَلَّ طيفاً سرَى حليفَ اكتئابِ قصيدة عَلَّ طيفاً سرَى حليفَ اكتئابِ للشاعر السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن هو شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك ينظم الشعر ويتولع بالأدب، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات. عَلَّ طيفاً سرَى حليفَ اكتئابِ مُطفىء ٌ من صبَابة ٍ وتَصابِ لم يُذِقْنا حلاوة َ الوَصْلِ إلاَّ بين عَتَبٍ مبرِّحٍ وعِتابِ كيفَ عنَّتْ لنا ظِباءُ كِناسٍ غادَرَتْها النَّوى شموسَ قِبابِ كلُّ ريمٍ يَشفي إذا رُمتَ منه ال وَصْلَ حَرَّ الهوى ببَرْدِ الرُّضابِ لطمَتْ خدَّها بحُمْرٍ لِطافٍ نال منها عَذابَ بيضٍ عِذابِ يتشكَّى العُنَّابُ نَورَ الأَقاحي واشتكى الوردُ ناضرَ العنَّابِ نحنُ في معدِنٍ من اللؤم مُطغٍ دونَ عَذْبِ النَّدى أليمِ العَذابِ قصدَتْنا يدُ الحوادثِ فيه بسِهامٍ من الخُطوبِ صِيابِ ودَعَتْنَا إلى العِراقِ هَناة ٌ لأمورٍ تنقضُّ مثلَ العُقاب كلُّ زنجيّة ٍ كأن سوادَ ال لَيلِ أهدَى لها سوادَ الإهابِ تَسحَبُ الذَّيْلَ في المسيرِفتختا لُوطوراً تمرُّ مرَّ السَّحابِ وتشُقٌّ العُبابَ كالحيَّة ِ السَّوْ داءِ أبقَتْ في الرَّمْلِ أثْرَ انسيابِ وإذا قُوِّمَتْ رؤوسُ المطايا للسُّرى قُوِّمَت من الأذنابِ مُهدِياتٌ إلى الأميرِ لُباباً من ثناءٍ يُثْنَى منَ الآدابِ زهرة ٌ غَضَّة ُ النَّسيمِ غَذَاها صفوماءِ العلومِ والآدابِ فهي كالخُرَّدِ الأوانسِ يَخلِطْ نَ شِماسَ الصِّبا بأُنْسِ التَّصابي رِقَّة ٌ فوقَ رِقَّة ِ الخصرِ تُبْدِي فطنة ً فوقَ فطنة ِ الأعرابِ طالباتٍ أبا المُفَضَّلِ يَمْتُتْ نَ إليه بأَوكَدِ الأسبابِ خطبَتْ ودَّه ونائلَه الغَمْ رَوكم أعرضت عن الخُطَّابِ ملكٌ ما انتضى المهنَّدَ إلا خِيلَ بدراً يسطوبحدِّ شِهابِ خِيمُه في مواطنِ الحِلْمِكَهْلٌ ونَداهُ في عُنفوانِ الشَّبابِ راتعٌ في رِياضِ حمدِ أُناسٍ رتَعوا منه في رياض ثَوابِ قمرٌ أطلعَتْه أقمارُ ليلٍ ؛ أَسَدٌ أنجبَتْه آسادُ غابِ جَلَبَ الخيلَ ضُمَّراً تُلْهِبُ العُشْ بَ إذا ما أثَرْنَ نارَ الضِّرابِ بخميسٍ كأنما حَجَبَ الشَّمْ سَوقد ثارَ نقعُه بضَبابِ وكأنَّ اللِّواءَ في الجولما باشَرَتْه الصَّبا جَناحا عُقابِ فإذا الرِّيحُ نبَّهتْهوقد أغْ ضى تبدَّى لها وُثُوبَ الحُبابِ في مقامٍ للموتِ تُحْتَسَبُ الأنْ فُسُ في هَبْوَتَيْهِ أيَّ احتسابِ حين أَوفَى على العِراقِ طُلوعَ ال بَدْرِ في ليلِ حادثٍ مُسترابِ فثنَى الأرضَ منه محمرَّة َ الأرْ جاءِوالأفقُ حالكُ الجِلبابِ آلُ حمدانَ غُرَّة ُ الكرمِ المحْ ضِوصفوالصَّريحِ منه اللُّبابِ أشرقَ الشرقُ منهمُ وخلا الغَرْ بُولم يخلُ من نَدى ً وضِرابِ نَزَلوا منه مَنْزِلاً وسَمُوهُ بالنَّدى فهو مَوسِمُ الطُّلاَّبِ يَنْجلي السِّلْمُ عن بدورٍ رَواضٍ فيهوالحربُ عن أسودٍ غِضابِ جادَنا منهمُ سَحائبُ جودٍ أنشأَتها جَنوبُ ذاك الجَنابِ فحمَلْنا مِلءَ الحقائبِ من أفْ وافِ مدحٍ يبقى عَلى الأَحقابِ واستقلَّت بنا سواعٍ تخوضُ ال بحرَ خَوضَ النُّسورِ بَحْرَ السَّرابِ شتَّتتْ شملَها الشَّمالُوأمسَت كالغرابيبِ عُذِّبَتْ باغتراب.
-------------------------------------------------------------------
الكاتب: محمود صقر...التحدث بالنيابة عن صفحات: جولة كتابية علي السوشيال ميديا
رابط البيدج بتاعي عليFacebook مـن هــنا
لو احتجت حاجة كلمني علي واتساب مـن هــنا أنا تحت أمرك.


تعليقات